Skip to content
Contact Us: 03-3724722 | 055-9781688 | [email protected]

إهمال في عملية “كاتاراكت”

יהודה אלחרר

“كاتاراكت” (الساد – من هنا فصاعدا: “الساد”) هو مرض في العين فيه تتأثر عدسة العين ومن ثم تسبب ضررا في الرؤيا شيئا فشيئا.

مع مرور السنين تتراكم البروتينات على وجه العدسة والتي تسبب تلويثا فيها. هذا الوضع يشبه تصوير من عدسة ملوثة والنتيجة هي صورة غير واضحة – مشوهة.

الساد عادة يتكون في عين واحدة، ولكن حدوث ساد في كلتا العينين هو أمر نادر. الساد عمليا هو نتيجة التقدم في السن – شيخوخة، ولكن يوجد علاجا بسيطا نسبيا لهذا العجز، حيث يمكن إجراء عملية جراحية فيها يتم استخراج العدسة الطبيعية/المتضررة وزرع عدسة اصطناعية. هذه العملية شائعة جدا، والاحصائيات تقول إن حوالي نصف السكان الذين يصلون لجيل ال- 80 يجرونها.

الساد يبدأ تدريجيا بعين واحدة، حيث تبدأ الرؤيا بالغموض، وبما أن المخ يتأقلم مع هذه الوضعية الجديدة بأن تتركز الرؤيا في العين القوية، فلا نشعر بهذا التغيير. مع مرور الوقت يتزايد الغموض في العين المصابة ويبدأ الشخص برؤية هالة حول الأنوار، ويبدأ يشعر بضيق الرؤيا. عمليا يتغير لون العدسة من الأصفر والبني إلى الأزرق. يمكن أن يكون تغيير النظارة المستمر هو إشارة للساد.

لا يوجد سبب واضح لإصابة بالساد، إلا أن هناك عوامل التي قد تسبب تكونه، مثل التعرض الكبير لأشعة الشمس، عامل وراثي، سمنة، حادثة في منطقة العينين أو التدخين.

إهمال طبي في عملية الساد:

يمكن إجراء عملية الساد في مستشفى أو عيادة خاصة. على الرغم من أن العملية بسيطة نسبيا، ولكن الحديث عن عملية جراحية تُجرى بتنويم كلي أو جزئي في مكان حساس ومليء بالأعصاب، ولذلك فكل خطأ صغير قد يؤدي إلى حدوث ضرر لا رجوع منه. أخطاء طبية مثل: تلويث، نزيف، التهاب وغيرهم، هذا بالإضافة إلى بعض المخاطر التي قد تحدث جراء العملية أو بعدها، مثل انفصال الشبكية، هبوط في الجفن، أو حتى فقد النظر في العين التي جرت فيها العملية، تغييرات في الضغط داخل العين، ساد متكرر وإزاحة في العدسة الاصطناعية التي زُرعت.

ليس بالضرورة أن كل تعقيد بعد العملية سببه الإهمال الطبي، بما في ذلك تعقيدات بدون علاقة لموضوع الحذر أو المهنية الطبية أو حادث لم يكن بالإمكان منعه أو غير متوقع.

إجراء العملية يجب أن يتم بواسطة طبيب عينين مختص، لأن العملية تتطلب مهنية وحذر من قبل الطاقم الطبي. الإهمال الطبي يحدث في حال عدم أخذ الحذر أو عدم وجود مهنية كافية، وبالتالي تسبب الضرر. الحديث ليس فقط عن مجرى العملية نفسها، إنما أيضا التحضيرات للعملية، والتي قد يحدث فيها إهمال، مثل تشخيص غير صحيح لوضع العين، عدم تقديم شرح واف للمريض عن العملية ومخاطرها، أو عدم شرح بخصوص إمكانيات بديلة للعملية وكذلك عدم الإدلاء بمعلومات كافية للمريض لكيفية التصرف بعد العملية. في هذه الحالات يمكن تقديم دعوى قضائية وطلب التعويضات المستحقة.

كي نثبت موضوع الإهمال الطبي يجب إثبات عدة عوامل، مثل علاقة طبيب-معالَج، خرق واجب الحذر المعقول وضرر الذي تسبب جراء الإهمال الطبي.

لذلك يتوجب استشارة طبيب عينين مختص، والذي قد يجهز رأيه الطبي، بحيث يمكنه أن يثبت ما كتبه في المحكمة، بالذات أن يظهر أن الطبيب الذي أجرى العملية لم يوفي بالمعايير الطبية المقبولة، مما أدى إلى ضرر المعالَج.

عملية ساد غير ناجحة:

في حال إثبات وجود إهمال طبي الذي أدى إلى الضرر، قيمة التعويض تتحدد بعدة عوامل، مثل مقدار الضرر، جيل المتضرر، مدى الضرر الذي تسبب لعمله وغير ذلك. على الرغم من أن أغلبية المعالَجين في الساد هم كبار في السن، ولكن قد يتسبب الضرر لجيل أصغر، وبالتالي فإن التعويض يكون أكبر، بالذات في حال تضرر بعمل المعالَج الذي تأذى بسبب الإهمال الطبي.

مثال على ذلك قررت المحكمة المركزية في تل أبيب تعويض متضررة بجيل 16 عاما، والتي فقدت بصرها في عينها اليسار، بمبلغ 715 ألف شيكل، بالإضافة إلى مصاريف المحكمة بقيمة 100 ألف شيكل، وذلك بعد أن اقتنعت أن الضرر الذي تسببت فيه المدعية هو نتيجة الإهمال الطبي. (98-002481).

القاضي جبريئيل كلينج كتب في قراره أنه رغم أن المعالَجة اشتكت بعد العملية على أوجاع وانتفاخ في العين، إلا أن الطبيب لم يقم بتسجيل ما اشتكت منه المدعية، بحجة أن كل شيء على ما يُرام، وهو ليس بحاجة أن يدوّن المعلومات لنفسه، فقط عند حدوث إشكالية معينة. كتب القاضي أن توجه الطبيب بالنسبة للتسجيل الطبي المعلوماتي خاطئ، حيث أن هذا السجل معد لخدمة المعالَج وليس للطبيب، كي يتسنى للمعالِجين الآخرين معرفة ما مر به المعالَج من إجراءات وآلام. من هنا يمكن الاستنتاج أيضا بالنسبة للمعلومات التي أدلاها الطبيب بخصوص العملية الجراحية وعواقبها.

إهمال الطبيب هنا يكمن في أنه لم يتابع مشكلة الضغط المنخفض للعين ولم يسجل نتائج فحوصاته. الإهمال الآخر يكمن في أن الطبيب لم يهتم برفع ضغط العين بعد انخفاضه، وحتى بعد أن اكتشف انخفاض الضغط، قام بعلاج ذلك بعد بضعة أيام.

في سابقة أخرى قامت محكمة الصلح في بات يام بتعويض قدره ربع مليون شيكل لمسن بالغ من العمر 77 عاما، حيث تسبب له العمى بعد العملية، وذلك لأن الطبيب لم يشرح للمعالَج مخاطر العملية بشكل وافي (ملف رقم 18-03-64391)، هذا علما أن القاضي حكم أنه لم يكن هناك إهمال طبي في العملية نفسها. المشكلة كانت أن المدعي كان يعاني من فقد بصر في عينه اليمنى، ومع السنين بدأ يعاني من ضعف نظر في عينه اليسار، وفحص الطبيب أظهر أن المدعي يعاني من ساد بدرجة متقدمة في عينه اليسرى/السليمة، ولذلك قرر إجراء عملية، ولكن بعد العملية تعقدت الوضع في عينه اليسرى مما أدى إلى فقد تقريبا كامل لبصره في العين اليسرى.

بحسب رأي الطبيب الذي قدمه المدعي، فإن الإهمال يكمن قبل العملية، حيث لم تُعرض كل الاحتمالات الممكنة للمدعي قبيل إجراء العملية، مثل احتمال فقدان البصر في العين اليسرى، وبالتالي فقدان البصر كلية، كذلك لم يؤخذ بالاعتبار جيل المدعي المتقدم، مما يزيد من خطورة الوضع.

بالمقابل ادعى المستدعى ضده – الطبيب الذي قرر إجراء العملية، أن وضع المدعي لم يسمح بالانتظار، وأن إجراء العملية هو فرصة المدعي الوحيدة لاسترجاع بصره، وكل تأخير كان يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر كلية.

المحكمة قررت أن الإهمال لا يكمن في العملية نفسها، بل في عدم الادلاء بكامل المعلومات للمدعي، بما في ذلك إمكانية فقدان البصر في العين اليسرى. من الأدلة والبيانات التي طُرحت أمام المحكمة يظهر أن المدعي كان مقتنعا بأن العملية ستنجح بدون تعقيدات، ولذلك وقع على موافقته دون إحاطته بكامل المخاطر الممكن حدوثها، وأن الطبيب الذي أجرى العملية كان مقتنعا بقدراته، وبالتالي لم يُظهر احتمال عدم نجاحها أو التعقيدات التي يمكن أن تتسبب بعدها.

إن إثبات إهمال طبي في عملية الساد هو مسار معقد الذي يستلزم معرفة وخبرة من قبل محام مختص. في حال أنكم أجريتم عملية الساد وتعتقدون أن الطاقم الطبي أهمل ولم يقم بواجبه المهني تجاهكم أو أنه لم يعطكم المعلومات الكافية للتوقيع على موافقة بعد شرح لكل تداعيات العملية، فأنتم تحتاجون لمرافقة قانونية في مجال الإهمال الطبي.

في مكتبنا يوجد محامون مختصين بموضوع الإهمال الطبي، ويسرهم مقابلتكم وتقديم النصيحة القانونية لذلك. يمكنكم التوجه إلى مكتب ديكر ، بيكس ، ليفي وشركاه لتقديم النصيحة والاستشارة والتمثيل على طول الطريق للحصول على التعويضات المستحقة، في حال استحقاقها بحسب القانون.

أنتم مدعوون للتوجه إلى مكتبنا لكل سؤال في هذا الصدد على البريد الإلكتروني[email protected]  أو التوجه بواسطة الهاتف لمكاتبنا في القدس وتل-أبيب على الأرقام التالية: 055-9781688، 03-3724722

اتصلو بنا

  • ✓ Valid number ✕ Invalid number
  • This field is for validation purposes and should be left unchanged.

Scroll To Top