حساب تعويضات لمصابي حادث طرق – رؤوس الضرر وتأثيرها على قيمة التعويض.

كيف يمكن عمليا حساب مبالغ التعويضات لمصابي حوادث الطرق؟ حساب التعويضات مبني على سلسلة من المتغيرات. بين هذه المتغيرات: الصفات الشخصية لمصابي الحوادث، نوع الأضرار التي تسبب بها مصابو الحوادث، هل سبب الحادث عجزا ثابتا أو مؤقتا، نوع العلاجات والمساعدة التي احتاجها مصابو الحادث، مخاسر الأجرة في الماضي والمستقبل وكذلك المعاناة، الألم والضرر النفسي الذي نتج من جراء الحادث. في هذا المقال سوف يشرح المحامي موطي أورنج، مختص في أحكام الأضرار ودعاوي التعويضات لمصابي حوادث الطرق من مكتبنا، كيف تتغير هذه العناصر وميّزات أخرى التي تظهر خلال حساب التعويضات لمصابي حوادث الطرق.

ما هي مبالغ التعويضات التي يستحقها مصابو حوادث الطرق؟

في سنة واحدة هناك أكثر من 20 ألف رجل وامرأة الذين يصابون بحوادث طرق في إسرائيل، بموجب معطيات السلطة الوطنية للأمان في الطرق. الكثير من المصابين بهذا العدد الهائل يعانون من أضرار جسدية ونفسية مستمرة، والتي ترافقهم على مر سنين طويلة بعد الحادث، وأحيانا حتى على مدى كل حياتهم. هذه الأضرار قد تُبقي أناسا الذين كانوا بصحة جيدة تماما قبل الحادث إلى وضع عدم قدرة على العمل وحاجة لمساعدة يومية بهدف الحركة وعمل أمور عادية. في حالات أخرى قد يتسبب الحادث بأزمة نفسية نتيجة الصدمة جراء الحادث والتي تتطلب مرافقة شخصية لمختصين في مجال الطب النفسي.

هذه التنوع من المساعدات مربوط بمصاريف نفسية ضخمة، والتي لا يستطيع، وليس من المفروض، مصابو الحادث تحمل تكاليفها. القانون الإسرائيلي عين قواعد قانونية منظمة لتعويض مصابي حوادث الطرق. يتم حساب هذه التعويضات بموجب ما يسمى باللغة القانونية: “رؤوس الضرر”. بكلمات أخرى، كل مجموعة من الأضرار التي تسبب أو متسبب بها مصابو الحادث قد تخولهم، كل على حدة، مبلغ تعويضات معين.

أنواع الحالات ومبالغ التعويض قد تتغير بين حالة وأخرى، ولذلك لا يمكن أن نعرف مسبقا ما هو مبلغ التعويض الدقيق الذي سيتم تقاضيه. ما هو معروف بشكل مؤكد أن المحاكم الإسرائيلية تصدر قرارات لمصابي حوادث الطرق بمبالغ قد تصل إلى مئات آلاف الشواقل، بل وملايين الشواقل، بعد حساب مجمل رؤوس الضرر. سوف نشرح بالتفصيل العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار عند حساب التعويضات لمصابي حوادث الطرق.

ما هي المعطيات الأساسية التي تؤخذ بعين الاعتبار عند حساب التعويضات:

كما ذكرنا، يتم قرار التعويضات على أساس رؤوس الضرر التي تتم المطالبة بها بعد الحادث. قبل الخوض في المركبات الأساسية لرؤوس الضرر من الجدير بالتأكيد أن المحاكم وشركات التأمين تخصص أهمية كبيرة أيضا لمعطيات شخصية لمصابي حادث، وخصوص بالنسبة لجيل المصابين وكذلك قدرتهم على تقاضي الأجر (قبل وبعد الحادث).

إلى جانب ذلك، تقوم المحاكم باعتبار نسبة العجز التي تسبب بها المصابون في حال تسببها)، كما يتم حسابها بواسطة مؤسسة التأمين الوطني في دعاوي لتعيين العجز وحساب نسبة العجز. حساب كل من رؤوس الضرر يتم على أساس هذه المعطيات. جيل المصابين يحدد حساب قيمة التعويضات بحسب سنين حياتهم المتوقعة. قيمة أجرتهم قبل الحادث وقيمة العجز وإصابة قدرتهم على العمل يشكلون عموما قاعدة لحساب نسب من كل هؤلاء للوصول إلى قيمة التعويض (على الرغم من وجود بعض الشواذ، مثل عندما يكون مصابو الحادث قاصرين).

ما هي رؤوس الضرر الأساسية التي بموجبها يتم حساب التعويضات لمصابي حوادث الطرق؟

رؤوس الضرر التي يتسنى لمصابي حادث المطالبة بها تشمل أضرارا التي تسببت من الماضي (أي من موعد الحادث لغاية موعد المطالبة أو الدعوى)، وأيضا أضرارا متوقعة في المستقبل. رؤوس الضرر التي تخص الماضي قد تشمل مخاسر الأجرة التي تسببت على أثر عجزهم عن العمل، بشكل كامل أو جزئي، مصاريف بخصوص علاجات طبية (بما في ذلك عمليات جراحية، علاج نفسي، أدوية وما إلى ذلك)، مصاريف بخصوص السفريات (إن كان سفريات خاصة أو بواسطة آخرين)، ورأس ضرر بما يسمى “مساعدة الآخرين”، أو مساعدة طرف ثالث، والذي يعني تغطية مصاريف مساعدات آخرين، بما في ذلك من أهل البيت نفسه (يشمل ذلك علاجا شاملا، خدمات تنظيف، الاهتمام بالأولاد وما إلى ذلك) بدءا من يوم الحادث لغاية موعد الدعوى، أو موعد المطالبة بالتعويض.

رؤوس الضرر التي تخص المستقبل قد تشمل، بين سائر الأمور، نفس المركبات التي ذكرنا أعلاه، ولكن يتم حسابهم على أساس تقديري لوضعهم المستقبلي للمصابين بالحادث. بمعنى آخر، هذا ما يسمى بمخاسر الأجرة المستقبلية (التي يتم إثباتها بحسب فترة فقدان القدرة على العمل المستقبلية التي تم تحديدها بحسب ظروف كل حالة)، مصاريف السفريات التي سوف يحتاجها مصابو الحادث، مصاريف تخص العلاجات الطبية المستقبلية، ومصاريف مساعدة الآخرين المستقبلية، تعويض آخر يخص المخاسر بأموال التقاعد والشروط الاجتماعية، بالذات في حال وجود تعويض يخص المخاسر بالأجرة المستقبلية. لرؤوس الضرر المذكورة قد يُضاف مصدر تعويض آخر والمتعلق بالضرر النفسي، وهو ما يسمى ب”الألم والمعاناة“، ويتم حسابه بموجب عوامل مختلفة المبنية على ظروف كل حالة بمفردها، والأساسي بينهم هو قيمة العجز التي تعينت للمتضرر، وكذلك الأيام التي قضاها في المستشفى، العلاجات التي تم أخذها وما إلى ذلك.

من الذي يقوم بحساب قيمة التعويض؟

عموما، يتم حساب التعويضات لمصابي حوادث الطرق بواسطة المحاكم في دعاوي التعويضات المقدّمة أمامها بموجب قانون التعويضات لمصابي حوادث الطرق (أو، في حالات لا يسري فيها هذا القانون، يتم الحساب بموجب ترتيبات قانونية أخرى، مثل قانون الأضرار). في حال وجود ادعاء أن هناك عجز للمصاب على أثر الحادث، يتم تعيين طبيب مختص من قبل المحكمة، والذي يؤثر في حساب قيمة التعويض للمتضرر (عندما يقرر الطبيب، مثلا، وجود عجز دائم للمصاب على أثر الحادث، فهذا سوف يرفع من قيمة التعويض بشكل ملحوظ). في حال أن حادث الطرق هو أيضا حادث عمل، وفي حال تم فحص المصاب من قبل لجنة طبية التابعة لمؤسسة التأمين الوطني، فإن قرار التأمين الوطني مُلزم في هذه الحالة.

من الجدير بالذكر أنه حساب التعويض لمصابي حوادث الطرق لا يتم دائما بهذه الطريقة. هناك مثلا حالات يتم فيها تقاضي التعويض عن طريق التقدير العام، أو في حالة أن الأطراف يتوصلون لتسوية معينة بينهم، وبالتالي فلا تكون هناك حاجة لإجراء القضاء في المحكمة. على أي حال، ولكي يتسنى تقاضي التعويض المناسب بعد الإصابة بحادث طرق وكذلك لطريقة حساب التعويض في حالات معينة، نوصي باستشارة محام مختص بأحكام الأضرار والتمثيل لمصابي حوادث الطرق.

حساب تعويضات لمصابي حوادث الطرق – تواصلوا مع محام مختص بأحكام الأضرار والسير وحوادث الطرق:

في هذا المقال قمنا بشرح مفصل بخصوص طريقة حساب تعويضات لمصابي حوادث الطرق. إذا كنتم بحاجة لاستشارة قانونية أو كل مساعدة واستفسار بخصوص حوادث الطرق والأضرار الجسمية، يسر محام من مكتبنا إعطاء جواب شامل ومهني. مكاتب محامينا، في القدس وتل أبيب، مختصة بأحكام الأضرار وفي تمثيل مصابي حوادث طرق وحوادث عمل في دعاوي أمام كل الجهات القضائية، شركات التأمين ومؤسسة التأمين الوطني.