ما هي الخطوات العميلة التي من المفضل معرفتها بعد حادث طرق لتقاضي التعويض؟

عام:

عموما، في كل حادث طرق، هناك خطوات ينبغي اتخاذها كي نستنفذ حيثيات الحادث والضرر الجسماني الناجم عنه لتقاضي التعويضات التي نستحقها، طبعا بعد إيفاء ببعض الشروط الأساسية المنصوصة في القوانين المختلفة. في هذا المقال سوف نركز على الخطوات التي يجب اتخاذها بعد حادث طرق، على فرض أن على الحادث يسري مفعول قانون التعويضات لمصابي حوادث الطرق، 1975.

الأسئلة الهامة:

هناك سؤالان في غاية الأهمية، واللذان يخولان باستحقاق المصاب بتعويضات بعد حادث طرق: الأول هو تحقيق الشروط الأساسية لسيران مفعول قانون التعويضات لحوادث الطرق، والثاني هو وجود ضرر جسماني. كي نعرف ما المهم أن نفعل وأي خطوات نتخذ بعد حادث طرق، فيما إذا أصبنا كوننا سائق السيارة أو مسافر في السيارة، أو كوننا أصبنا كسائر على الأقدام من سيارة معينة، علينا معرفة الحقائق والتفاصيل التي يجب أن تتم كي تكون هناك علة صادقة بموجب قانون التعويضات لحوادث الطرق.

للبحث في موضوع التعويض المستحق على أثر حادث طرق، هناك بعض المتطلبات الأساسية لكل حادث، بما في ذلك وجود تأمين إلزامي ساري المفعول للسيارة التي عبرت الحادث، وكذلك رخصة قيادة سارية المفعول لسائق السيارة المنخرطة في الحادث. متطلب أساسي آخر والذي لا يقل أهمية عن المذكورين، هو التسبب في ضرر جسمي على أثر الحادث، والحديث عن ضرر جسمي فعلي وليس ضررا خفيفا يكاد لا يُذكر، والذي لا يستحق التعويض بحسب القانون وقرارات المحاكم.

في الكثير من قرارات المحاكم بخصوص قضايا التعويض لحوادث الطرق، كان حكم المحكمة أن حصول حادث طرق لا يعني حدوث ضرر جسماني الذي يخوّل بتقاضي التعويض بموجب قانون التعويضات المذكور، لا بل تم رفض دعاوي تعويض التي ثبت فيها أن الضرر الجسمي كان أمرا بسيطا لا يُذكر (مثلا: ملف رقم 4064/99 عقل برهان ضد منورا، كذلك 19959/99، زرو عبدو ضد إلياهو، شركة تأمين محدودة الضمان وغيرهم).

خطوات ينبغي اتخاذها حالا:

على أثر حادث طرق، وفي حال حصول ضرر جسماني، ينبغي التوجه لتلقي العلاج الطبي في المركز الطبي الأقرب لمكان وقوع الحادث، إما نقل بواسطة سيارة الإسعاف، أو إخلاء شخصي. من المهم أيضا تصوير مكان الحادث والسيارات المنخرطة فيه، إذا تيسر الأمر بواسطة المتضرر نفسه أو شخص آخر من طرفه. عند الوصول للمركز الطبي من المهم أن نبلغ، في الفرصة الأولى، بخصوص انخراطنا بحادث طرق، كذلك أن نذكر أمام الطاقم الطبي الأوجاع التي نعاني منها في جسمنا، بما في ذلك وجود الحساسية والألم و/أو الصعوبة في حركة الأجزاء المتأذية في جسدنا، و/أو إذا كنا نعاني من دوران وأي شكوى و/أو إصابة و/أو معاناة أخرى نشكو منها في جسدنا، وذلك كي يتسنى للطاقم الطبي توجيهنا للفحوصات وصور الأشعة المنسبة، إذا احتاج الأمر لذلك، لغاية تحريرنا، إن كان من غرفة الطوارئ أو من قسم العلاج في المستشفى أو من صندوق المرضى.

خطوات بعد ذلك:

بعد تلقي العلاج والتحرر من المركز الطبي، يجب أن نكون في متابعة طبية بموجب التوصيات التي أعطيت لنا، ومن المهم ألا نتكاسل بالتوجه لتلقي العلاجات اللازمة، بحسب التوصيات الطبية. من المهم كذلك الاستمرار في متابعة العلاج في حال أن الأوجاع استمرت أو ازدادت تفاقما، وذلك لأنه في كثير من الأحيان، ومع وجود مسؤوليات الحياة ومشغوليتها، فيما إذا كانت بالعمل أو العائلة أو أي مشغولية أخرى، نحن نميل بطبيعة الحال إلى إهمال أنفسنا والبقاء في روتين حياتنا الطبيعي، بحيث أن التوجه للعلاجات والمتابعة الطبية تستنفذ الوقت وقد يتطلب الأمر أخذ فترة مرضية من العمل، الأمر الذي قد لا نفضله نظرا لاضطرارنا التغيب عن العمل، وبالتالي قد نكون تحت خطر الإقالة من قبل المشغل.

من المهم أيضا أن ندرك أنه في بعض الأحيان تتطور أوجاع أو محدودية حركية كنا قد عانينا منها على أثر الحادث، وقد تتطور أوجاع في أعضاء أخرى من جسدنا، والتي قد تكون مرتبطة بالحادث. لذلك من المهم أن نبقى بمتابعة وألا نستخف بكل هذه التفاصيل.

إن أحد المستندات الذي لا يقل أهمية عما ذكرنا هو تقرير الشرطة، والحديث عن تقرير الذي يدون تفاصيل السائقين، السيارات والمصابين المنخرطين في الحادث. يمكن الحصول على هذا التقرير من شرطة إسرائيل بعد التوجه إليها، تبليغ عن الحادث، ظروفه والمنخرطين به.

من الواضح أن الخطوات التي ذكرنا، بما في ذلك التوجه لتلقي العلاجات الطبية، التوجه للشرطة وللمراكز المختلفة والمتعلقة بالحادث، تحتاج المصاريف، الوقت، السفريات، مساعدة من طرف ثالث، بما في ذلك الأهل والأقارب، شراء الأدوية، التغيب عن العمل وخسارة قسم من الأجرة، بالإضافة للألم والمعاناة المتسبب لنا على أثر الحادث، لذلك رتب القانون وقرارات المحاكم موضوع هذه المصاريف والخسارة المادية والنفسية التي يستحق المتضرر أن يتعوض فيها.

بعد استنفاذ الموضوع الطبي وجمع الأوراق المطلوبة، بما في ذلك رخصة قيادة للسائق، تأمين إلزامي للسيارة المنخرطة بالحادث، تقرير الشرطة، أوراق ومتابعة طبية، عندها يمكن التوجه لشركة التأمين الإلزامي للسيارة المنخرطة في الحادث بكتاب للمطالبة بالتعويض، وبالمقابل يمكن أيضا الاستمرار في المتابعة الطبية في حال وجود حاجة لذلك طبعا. في حال أننا استمرينا بالمعاناة من الألم، والتي تسببت من الحادث، و/أو عانينا من محدودية حركية في القسم المصاب بالحادث، من المحتمل أن الحادث سبب لعجز في جسدنا، وبالتالي ستكون قيمة التعويض أكبر من التعويض الذي قد نتقاضاه بدون وجود عجز.

لذلك، وبما أن هذه الخطوات تتطلب اختصاص من محام لأحكام الأضرار، خصوصا في قضايا حوادث الطرق، بدءا بجمع الأوراق لغاية إغلاق الملف بالتعويض المناسب، من المستحسن التوجه للمختص بالأمر.

إذا كانت لديكم أسئلة أو استفسارات أو كنتم بحاجة لمساعدة قانونية من محام لأحكام الأضرار وحوادث الطرق في إسرائيل، أنتم مدعوون للتوجه إلينا. كاتبنا متواجدة في القدس وتل أبيب.