تعويضات على أثر ولادة هادئة

من الصعب التفكير بكوارث طبية أصعب من “الولادة الهادئة”، أي تلك الولادة التي يولد فيها الطفل ميتا. حالات موت الجنين هي حساسة للغاية وتترك أثارا نفسية صعبة لسنين طويلة. مكن لحالات من هذا النوع أن تحدث على أثر إهمال طبي، والذي قد يخول العائلة المتأذية تقاضي تعويضات بمبالغ كبيرة. هذا الموضوع شائك ليس فقط من الناحية النفسية، لكن أيضا من الناحية القانونية. في هذا المقال سيتم شرح عن هذا الموضوع بواسطة المحامية نيريت فلايشمن من مكتبنا، المتخصصة بمجال أحكام الأضرار والإهمال الطبي.

محامون من مكتبنا، بفرعيه في القدس وتل أبيب، متخصصون في أحكام الأضرار، بما في ذلك الإهمال طبي، أضرار جسمية وغيرها. لمحامي مكتبنا خبرة واسعة بإعطاء الاستشارة والتمثيل القانوني في مجالات قانونية متنوعة. مكتبنا يرافق زبائنه ويمدهم بالإجابات القانونية الوافية والمهنية في كل مراحل المسار القانوني، بشكل الذي يتناسب وحاجاتهم وبموجب متطلبات كل قضية بشكل منفرد.

ولادة هادئة – إحدى الحالات الطبية الأكثر مأساوية:

بحسب الإحصائيات، يصل عدد فقدان الحمل في البلاد إلى 700 حالة سنويا، وبين كل 6 ولادات من 100 ولادة ولادات هادئة. طبعا حالات من هذا النوع تسبب أثرا نفسيا سلبيا وصعبا للغاية للأهل. على الرغم من أن حياة الطفل لا تقدّر بثمن، مع ذلك من المهم أن نعرف أنه في حالة ولادة هادئة التي تسببت جراء إهمال طبي، فإن للأهل الحق في تقاضي تعويضات في حال إثبات وجود إهمال طبي. إن الطرق لإثبات إهمال طبي ليست بسهلة، وتحتاج إلى خبرة قانونية من محامين مختصين بمجال الأضرار والإهمال الطبي، وكذلك بحاجة لأطباء مختصين بمجال الحمل والولادة للإدلاء بالنصيحة والرأي الطبي بالموضوع.

في أية حالات تعتبر الولادة الهادئة نتيجة لإهمال طبي؟

الأسباب الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى ولادات هادئة هي كثيرة، وغالبا ما تكون بسبب إهمال طبي من قبل طاقم الأطباء المسؤولين عن متابعة مسار الحمل أو مسار الولادة نفسه. الجدير بالذكر أنه لا يوجد بند قانوني الذي يعرّف متى تعتبر الولادة الهادئة نتيجة إهمال طبي. فحص موضوع الإهمال الطبي يتم عن طريق فحص فيما إذا تصرف الأطباء بحسب امتحان “الطبيب أو المعالج المعقول”، أي أنهم تصرفوا بحسب المعايير المتبعة واللازمة والمعقولة التي كان من المتوقع أن يتصرفوا بها في الحالة المطروحة. كنا قد شرحنا عن ذلك بمقال إضافي الذي يبحث بموضوع الإهمال الطبي بالولادة، والذي يمكنكم إيجاده هنا.

مثال واضح الذي يمكن أن يكون بمثابة إهمال طبي هو حالة فيها يمر الجنين في أزمة الذي تسبب بها خلال مراحل الولادة الأخيرة. هناك حالات كثيرة التي يمكن الكشف عن هذه الأزمة على يد الأطباء وإنقاذ الجنين قبل الولادة. مثال آخر في حالة انفصال المشيمة. على الأغلب يمكن الكشف عن عوارض انفصال المشيمة، مثل نزيف قوي أو أوجاع بطن كبيرة. عندما تظهر هذه العوارض عند وجود الأم في المستشفى ويتم علاجها بشكل مناسب، هذا قد يمنع العاقبة المأساوية لموت الجنين. بالمقابل، عدم تلقي العلاج المناسب في هذه الحالات قد يعتبر إهمالا طبيا. هذان فقط مثالان لحالات تعقيدات ولادية التي قد تؤدي إلى ولادة هادئة.

تعويضات على أثر إهمال طبي الذي انتهى بولادة هادئة:

في دعاوي قضائية التي تم فيها إثبات إهمال طبي، المحاكم مخولة لحكم تعويضات قد تصل إلى مئات آلاف الشواقل. مثال على ذلك قررت محكمة الصلح في القدس بسنة 2020 بتعويض زوج بمبلغ 180،000 شيكل بسبب الألم والمعاناة على أثر ولادة هادئة. هذه الحالة تتحدث عن أم التي كانت في الأسبوع ال- 38 للحمل، التي نُقلت للمستشفى على أثر سيلان ماء مبكر. عند وصولها المستشفى تم فحص للجنين عن طريق الأولترا ساوند، والذي أشار إلى قياسات طبيعية، بما في ذلك نبض طبيعي للجنين. بعد ذلك تم فصل جهاز القياس عن الأم، وتم إيصال الجهاز ثانية بضع ساعات بعد ذلك، وعندها أشار الفحص إلى انعدام نبض للجنين. على أثر ذلك تم نقل الأم إلى غرفة الولادة، ولكن للأسف فقد كانت ولادة هادئة، حيث استُخرج الطفل ميتا، وتبين أن المشيمة تحيط برقبته. قام الأهل بتقديم دعوى قضائية بسبب الإهمال الطبي، وتم تعويض الأهل بالمبلغ المذكور، حيث اقتنعت المحكمة أن المستشفى أهمل، بين بقية الأسباب، بعدم إجراء التسجيلات والفحوصات الجارية المناسبة بما يخص وضع الحمل.

في حالة أخرى من سنة 2021، قررت محكمة الصلح بحيفا بتعويض الأهل بمبلغ 762،500 شيكل، وذلك بسبب موت الجنين وهو في الشهر ال- 41 من الحمل. تبين من الأدلة التي تمثلت أمام المحكمة أن الأم كانت بوضع حمل بحالة خطر كبير، ولكن لم يتم التعامل مع هذا الحمل كخطير من قبل الطاقم الطبي. التعويض المذكور شمل الألم والمعاناة للأهل، المخاسر بالرواتب والمصاريف الأخرى التي تحملها الأهل خلال فترة الحمل.

إتصلوا بمحام مختص بأحكام الأضرار والإهمال الطبي:

ولادة هادئة قد تحدث بسبب إهمال طبي. إذا كنتم بحاجة لاستشارة خاصة بالموضوع، يمكنكم الاتصال بمكتبنا لتقديم الاستشارة والمساعدة القانونية من قبل محامين مختصين بهذا المجال، والذي سيقوم بتوجيهكم وبإدلاء المشورة القانونية لاتخاذ الخطوات اللازمة.

في مكتبنا يوجد محامون مختصون بأحكام الأضرار والإهمال الطبي، ويسرهم تقديم النصيحة والمساعدة لكم. يمكنكم التوجه إلى مكتب ديكر ، بيكس ، ليفي وشركاه لتقديم النصيحة والاستشارة والتمثيل على طول الطريق للحصول على التعويضات المستحقة، في حال استحقاقها بحسب القانون.

أنتم مدعوون للتوجه إلى مكتبنا لكل سؤال في هذا الصدد على البريد الإلكتروني[email protected] أو التوجه بواسطة الهاتف لمكاتبنا في القدس وتل-أبيب على الأرقام التالية: 055-9781688، 03-3724722