أولاد المقيمين الدائمين والمكانة في إسرائيل – معلومات قانونية
ماذا ينص القانون بموضوع المكانة القانونية لأولاد المقيمين الثابتين في إسرائيل؟ أولاد الذين ولدوا في إسرائيل لمقيمين ثابتين مستحقون هم أيضا لمكانة مقيم دائم في إسرائيل. هذه المكانة تمنح أغلبية الحقوق والفوائد التي تستحق لأصحاب الجنسية الإسرائيلية. أخذ مكانة مقيم دائم هي معقدة لقاصرين الذين تركوا إسرائيل لفترة طويلة، أو إذا ولدوا خارج إسرائيل وفقط واحد ما الأهل مسجل كمقيم دائم. سوف يشرح في هذا المقال المحامي ميخائيل ديكر، شريك ومحام لأحكام الهجرة وترتيب مكانة في إسرائيل من مكتبنا.
من الذين يُحسبون كمقيمين دائمين ولماذا قد تنجم إشكاليات بخصوص أخذ مكانة مشابهة لأولاد المقيمين الدائمين؟
يعيش في إسرائيل مئات آلاف الناس الذين يحملون مكانة مقيم دائم في إسرائيل. بين أولئك الذين يحملون هذه المكانة يشمل عرب إسرائيل الذين يعيشون في القدس الشرقية، أزواج لمواطنين إسرائيليين الذين أكملوا ترتيب مكانتهم ولكن غير معنيين باستلام الجنسية، وكذلك مواطنين أجنبيين الذين تم منحهم مكانة لمقيمين دائمين لأسباب أخرى (مثال على ذلك طالبي اللجوء). المقيمون الدائمون في إسرائيل مستحقون لأغلبية الحقوق والفوائد التي تقدمها دولة إسرائيل لمواطنيها حاملي الجنسية، مثلا الحق في الحيازة على الهوية الإسرائيلية، تأمين وطني وفوائد اجتماعية أخرى. بين الحقوق والفوائد التي لا تُعطى للمقيمين الدائمين يشمل الحق الحيازة على جواز إسرائيلي، الحق للتصويت في انتخابات الكنيست (أو حق الترشيح للكنيست)، وكذلك الحق لشغل مناصب تتطلب أن يكون الشخص حامل للجنسية الإسرائيلية (مثل قضاة، وزراء في الحكومة وغير ذلك).
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا ينص القانون الإسرائيلي بخصوص أولاد المقيمين الدائمين. الإجابة على ذلك ليست بالبسيطة، ولكن من الناحية المبدئية أولاد المقيمين الدائمين الذين ولدوا في إسرائيل لهم الحق أن يكونوا هم أيضا مقيمين دائمين، ولكن قد تنجم صعوبات بهذا الخصوص. بشكل عام، الكثير من المقيمين الدائمين يواجهون عراقيل بيروقراطية متنوعة بخصوص إجراءات ترتيب المكانة وأخذ الاستحقاقات الأساسية من الدولة، بما في ذلك بموضوع ترتيب مكانة قانونية لأولاد المقيمين الدائمين. إحدى الصعوبات الأساسية بهذا الخصوص تحدث في حال أن أولاد المقيمين الدائمين ولدوا عند وجودهم خارج إسرائيل، أو في حال أن أحد الوالدين فقط هو في مكانة مقيم دائم. سوف نشرح عن ذلك بالتفصيل.
ما هو مصير أولاد المقيمين الدائمين الذين عاشوا فترة طويلة خارج إسرائيل أو ولدوا خارج إسرائيل؟
عموما، وبموجب القانون في إسرائيل، مكانة الإقامة الدائمة تحصل بالوراثة. هذا يعني أن كل من يولد لأهل الذين هم بمكانة مقيمين دائمين مستحقون هم أيضا لمكانة مقيمين دائمين. ولكن، على أرض الواقع قد تكون الأمور أكثر تعقيدا مما تبدو عليه. مثال واضح على ذلك هي حالات فيها يولد أولاد لمقيمين دائمين خارج إسرائيل. بالإضافة للفروقات التي ذكرناها أعلاه بين حاملي الجنسية والمقيمين الدائمين، هناك فرق آخر الذي يخص لمدى إمكانية المقيمين الدائمين الخروج من إسرائيل والعودة إليها. نظرا للحقيقة أن المقيمين الدائمين لا يحملون الجواز الإسرائيلي، فإن مكانتهم في إسرائيل متعلقة بتسلسل إقامتهم في الدولة. إقامة مستمرة خارج حدود الدولة قد تحد من استحقاق المقيمين الدائمين لهذه المكانة. من هنا فعلى الرغم من نصوص القانون، قد تكون هناك حالات فيها لا يتم الاعتراف بأولاد المقيمين الدائمين كمستحقين لهذه المكانة بشكل فوري، وبالتالي يتوجب عليهم تقديم طلب خاص لذلك.
ماذا بخصوص استحقاق الأولاد الذين فقط واحد من والديهم صاحب مكانة مقيم دائم؟
بالإضافة للإشكالية المذكورة أعلاه، هناك صعوبة أخرى في الحالات التي فيها فقط واحد من الأهل هو صاحب مكانة مقيم دائم، بينما الآخر هو مواطن دولة أخرى أو مواطن السلطة الفلسطينية (المعرف أيضا بالقانون الإسرائيلي بمواطن “المنطقة”). في هذه الحالات، استحقاق أولاد المقيمين الدائمين الذين ولدوا خارج حدود إسرائيل لمكانة الإقامة الدائمة قد تكون بعلامة سؤال. القانون يخوّل وزير الداخلية منح أولاد مكانة في إسرائيل بحسب رأي الوزير الخاص، بحيث أن الهدف هو منع فصل الأولاد عن ذويهم الذين يقيمون بشكل قانوني في إسرائيل، وعلى شرط أن يكون للأهل حق الحضانة على الأولاد. بالنسبة للقاصرين الذين هم فوق سن ال- 14، يسن القانون شرطا أصعب، بحسبه لا يتم تمديد المكانة في إسرائيل في حال أن الأولاد لا يسكنون في إسرائيل بشكل ثابت.
هذا الأمر أثار جدلا كبيرا على مدى سنين، حتى أن إحدى هذه القضايا وصلت أمام محكمة العدل العليا، الذي تم البت فيها بقرار هام من سنة 2010 (بملف رقم عع”م 5718/09). بحث القرار بخصوص ولد لأم صاحبة إقامة دائمة، ولأب فلسطيني الذي يعيش في الضفة الغربية. هذا الولد ولد في القدس، ولكن لم يتم تسجيله كمقيم دائم بعد ولادته. بعد ذلك انتقلت العائلة لتعيش في الضفة الغربية، وتم تسجيل الولد في سلطة السكان الفلسطينية. في مرحلة متأخرة، انتقلت العائلة من جديد لتقيم داخل حدود إسرائيل وسكنت في القدس الشرقية. عندما قدمت الأم طلبا لتسجيل إبنها (الذي كان بجيل 12 عند تقديم الطلب) في سلطة السكان كمواطن عائد، تم رفض الطلب وأعطيت للولد مكانة مواطن مؤقت فقط، لمدة سنتين. عندما بلغ سن ال- 14 تم تقديم طلب آخر لمكانة دائمة للولد، ولكن تم رفضها بادعاء أن القانون لا يسمح لمنح إقامة دائمة فوق سن ال- 14. قامت المحكمة بانتقاد وزارة الداخلية على هذا القرار، وقررت أن فحص طلبات المكانة لمواطن عائد يجب أن تتم بموجب جيل مقدم الطلب عند تقديم الطلب وليس في جيله الحالي. كما وقررت المحكمة أن على مكتب الداخلية منح أهمية لقضية وجود الخلية العائلية معا عند فحص طلبات كهذه. بالتالي فقد قررت محكمة العدل العليا أنه لا يمكن منع مقدم الطلب الحصول على مكانة إقامة دائمة في هذه الحالة. على أثر هذا القرار، تم تعديل الإجراءات في مكتب الداخلية بهذا الخصوص، وتم تعيين إجراء خاص لفحص طلبات كهذه، التي سنشرح عنها لاحقا.
ما هو الإجراء المعدّل بخصوص أولاد مقيمين دائمين الذين فقط واحد من والديه حاصل على الإقامة الدائمة وولدوا خارج إسرائيل؟
الإجراء في هذا الموضوع يحتّم تقديم طلبات لمكانة مقيمين دائمين لقاصرين بأجيال 0-18. لهذا الطلب يجب إرفاق المستندات التالية: شهادة ميلاد موثقة وأصلية; هوية الوالد صاحب الإقامة الدائمة; هوية الوالد مواطن السلطة الفلسطينية، أو جواز أجنبي (عند الحديث عن مواطنين دول أخرى); وكذلك بينات تثبت مركز حياة في إسرائيل. يتطلب الأمر حضور شخصي للوالد صاحب مكانة الإقامة الدائمة عند تقديم الطلب. عندما يكون الأولاد الذين يتم تقديم الطلب بخصوصهم فوق جيل ال- 14، أحيانا يتوجب عليهم تعبئة طلب سيرة ذاتية، الذي يتم فحصه من قبل جهات الأمن. يجب إرفاق رسوم دفع للطلب، والذي يتم تعديل مبلغ الرسوم بحسب لائحة الرسوم لوزارة الداخلية.
بعد تقديم الطلب، يتم فحصه من قبل موظفي وزارة الداخلية، وأحيانا يتم فحصه من قبل جهات أخرى (شرطة إسرائيل، جهات أمنية، مؤسسة التأمين الوطني، وزارة التربية والتعليم أو السلطات المحلية). في حالات كثيرة لا يتم منح مكانة إقامة دائمة لمقدي الطلب بشكل فوري، بل يتم عمل ما يسمى ب”الإجراء المدرّج” لمنح مقدمي الطلب مكانة في إسرائيل. في نطاق هذا الإجراء، قد يحصل الأولاد أولا على مكانة مؤقتة في إسرائيل، وبعد إثبات مركز حياة في إسرائيل وبعد الإيفاء بالشروط المطلوبة، قد يتم منح مكانة مقيم دائم في نطاق المسار المدرّج. بحسب خبرتنا فإن التعامل مع هذه الطلبات وهذا المسار قد يكون معقدا ومتعبا للغاية. بالتالي، ولكي يتم الاهتمام بهذه الطلبات بالشكل الأفضل والأنجع، من المفضل الاستعانة بتمثيل محام مختص بأحكام الهجرة لإسرائيل خلال علاج هذه الطلبات.
هل يمكن لأولاد المقيمين الدائمين الحصول على الجنسية الإسرائيلية؟
يمكن للمقيمين الدائمين في إسرائيل تقديم طلب تجنس والحصول على الجواز الإسرائيلي. أولاد قاصرين لمقيمين دائمين الذي يحصلون على الجنسية الإسرائيلية يحصلون هم أيضا على الجنسية، وبالطبع أولاد بالغين لمقيم دائم الذي حصلوا على إقامة دائمة يمكنهم هم أيضا الحصول على الجنسية الإسرائيلية. مقيمون دائمون الذين هم قاصرون لا يمكنهم تقديم طلب تجنس بمعزل عن والديهم. الجيل الأبكر لتقديم طلب تجنس بشكل مستقل هو جيل 18.
أولاد مقيمين دائمين ومكانة في إسرائيل – تواصلوا مع محام مختص لأحكام الهجرة وترتيب مكانة في إسرائيل
في هذا المقال قمنا بشرح الوضع القانوني بخصوص أولاد المقيمين الدائمين، وأشرنا إلى الصعوبات التي قد تواجه مسار ترتيب مكانتهم القانونية وكذلك شرحنا بالتفصيل بخصوص الإجراء الذي يتم استخدامه في حال أن الأولاد ولدوا خارج إسرائيل وفقط واحد من الوالدين هو مقيم دائم. إذا كان لديكم أي سؤال أو حاجة لمساعدة بالموضوع، يمكنكم التواصل معنا، ويسر محام مختص بأحكام الهجرة لإسرائيل من مكتبنا تزويدكم بجواب شامل ومهني. مكتبنا، في القدس وتل أبيب، متخصص بأحكام الهجرة لإسرائيل وذو خبرة بمرافقة قانونية شاملة بإجراءات ترتيب مكانة في إسرائيل أمام السلطات وجميع المحاكم القضائية.
:
: